قديم 18-04-2021, 12:22 AM   #1

عملائي
 
الصورة الرمزية العطر

العضوٌﯦﮬﮧ » 8
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 104
 نُقآطِيْ » العطر is on a distinguished road
افتراضي رضا الله غاية الغايات

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير.



وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، النبي الأمي الذي علم المتعلمين، وهدى الحائرين إلى طريق الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإِحسانٍ إلى يوم الدين.



أما بعد:

أيها الأحباب ما هو أمل الآمال؟ وماهي غاية غايات عند المؤمن؟، وما هو الذي ينبغي أن يشغل به تفكيره، وتمتليء به مشاعره وأحاسيسه؟ أنه شيء واحد رضا الله تعالى.



فمن توفيق الله تعالى للعبد الذي عرف ربه أن يكون همه وحدا وهو مرضاة الله تعالى، ولا تتحقق هذه الغاية إلا بتعلق القلب بالله وحده، حينها سيبحث المؤمن عن كل ما يرضي الله فيفعله، ويبتعد عما كل ما يسخط الله ويغضبه..



قال تعالى: ﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل:19 - 21].



استمع معي إلى هذا الحديث الذي يحدد للمؤمنين الهدف والغاية في هذه الحياة، ثم يبين شقاء وهلاك من يبتعد عن هذا الهدف، ففي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (من جعل الهموم همًا واحدًا -هم آخرته- كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا ـ تفرقت وكثرت ـ، لم يبال الله في أي أوديتها هلك). فمن شغلته الدنيا عن ربه وعن نفسه فلا وزن له ولا قيمة عند الله تعالى، والله يحب معالى الأخلاق ويكره سفسافها، فلا يكون العبد عبدا له قيمة وهو ممن يغوص في سفساف الأمور ويغرق في أوحال الدنيا.



فمن جعل حياته لله وهمه لأخرته ازال الله كل همومه وكفاه شرور دنياه وشرح صدره وتولى الله أمره ورزقه من حيث لا يحتسب.



ومن جعل همه الدنيا، همه المال، همه المنصب، همه الشهرة، همه الشهوة، ضاق صدره وخاب سعيه وفقد نفسه وخسر دينه ودنياه



ومن جعل همه رضا الناس، واعجاب الناس أرهق نفسه، وأتعب عقله وقلبه، وأضاع وقته وجهده ولن يظفر منهم بشيء فمن سعادة العبد في الدارين ان يجعل همه وتفكيره وشغله الشاغل (رضا الله) ويتخذ كل وسيلة توصله لذلك، من رسوخ العقيدة، وإحسان العبادة، ودعوة إلى الله، وتربية الأولاد على الإسلام، ومناصحة أهل الحق، ومناصرة المستضعفين ومعادة المجرمين، وهداية الضالين، وعزة المسلمين، والانضباط في الحياة على منهج الله، والعمل لدخول الجنة والنجاة من النار.



فالرابح من ربح نفسه وإن خسر الناس والعالم كله، والخاسر من خسر نفسه وآخرته وإن ربح العالم كله.



لذلك ما أجمل أن يجعل العبد حياته لله فإن عَبد فلله، وإن كَتب فلله، وإن تعلم فلله، وإن خَطب فلله، وإن تزوج فلله، وإن جمع المال فهو لله، فالهم واحد مرضاة الله وطرق الخير إليه كثيرة ومتنوعة قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [العنكبوت:69] لله صراط واحد لكن سبل الخير إليه كثيرة ومتنوعة.



ومن هنا كان على الدعاة والمصلحين التركيز على التربية الإيمانية، التي تجعل القلب متعلقا بالله وحده، وتلك اسرع طريقة لمعالجة مشكلات وامراض النفس وقصورها وإسرافها وذنوبها ومعالجة المشكلات بعيدا عن التربية الإيمانية، خسارة وبوار وجهد ضائع وعمل زائغ كلما عالجت مشكلة ظهرت أخرى.



وهنا سؤال ما هي ثمرة تعلق القلب بالآخرة وبرضا الله؟ يبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمرة ذلك في الحديث الذي أخرجه الترمذي بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت الآخرة همه: جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه: جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له).



ومن الأحاديث الإسرائيلية كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" حيث قال: وفي حديث إسرائيلي.. واستشهد بطرف منه، ونصه كما يلي:

«يا ابن آدم: لا تخافن من ذي سلطان، ما دام سلطاني باقيًا، وسلطاني لا ينفد أبدًا.

يا ابن آدم: لا تخش من ضيق الرزق وخزائني ملآنة، وخزائني لا تنفد أبدًا.

يا ابن آدم: لا تطلب غيري وأنا لك، فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير كله.



يا ابن آدم: خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محمودًا، وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذمومًا.



يا ابن آدم: خلقت السماوات السبع والأراضي السبع ولم أعيى بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟

يا ابن آدم: إنه لم أنس من عصاني، فكيف من أطاعني، وأنا رب رحيم وعلى كل شيءٍ قدير.



يا ابن آدم: لا تسألني رزق الغد كما لم أطلبك بعمل الغد.

يا ابن آدم: أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محبًا."



ورضا الله لا يتحقق إلا بالالتزام بطاعته مهما كانت العواقب ومهما بلغت المشقة ثقة في أن الخير كل الخير في فعل ما يرضى الله، والشر كل الشر في معصية الله، فهذا هو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هاجر مع مجموعة من الصحابة الى الحبشة وتبعهم عمرو بن العاص قبل إسلامه ليفسد عليهم الهجرة ويردهم إلى قريش حيث العذاب والنكال واستخدم كل ما استطاع من حيلة ومكر وطلب الملك المسلمين ليسمع منهم، وعلم المسلمون بمراد أهل مكة لكنهم اتفقوا على قول الصدق كائنا ما كان، ولما جاءوا للدخول على الملك قال لهم الاسقف حيوا الملك بالسجود له فقالوا: لا، نحن لا نسجد الا لله، ديننا يمنعنا من ذلك، وجعلوا همهم رضا الله عز وجل، فلما جعلوا همهم رضا الله أرضى الله عنهم الملك فأمنهم وأكرمهم وأبقاهم في حمايته بعدما سمع منهم ما سرت به نفسه عن الإسلام ونبي الإسلام، وفشلت مكيدة قريش وعاد عمرو رضي الله عنه خائبًا وقد كان داهية من دهاة العرب. لكن تقوى الله تعالى تقهر كل شيء، وتخرج من كل ضيق.
كرامةُ المرءِ عند اللهِ تقواه
لا المالُ يرفعه قدرًا ولا الجاه
ولا الضياعُ ولا خيل ولا ذهبٌ
بها قياصرةٌ من قبل قد تاهو
وكلُّ من آثر الدنيا للذته
أضاع أخراه في أيامِ دنياه
لكن من خاف الإلهُ وراقبه
وعاش في خشيةٍ فالناس تخشاه



ولابن القيم رحمه الله كلمة جميلة حول هذا المعني حيث قال: "لا تحمل هم الدنيا فإنها لله، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله.



فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله .. لأنك لو أرضيت الله رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك.



اللهم نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


الموضوع الأصلي: رضا الله غاية الغايات || الكاتب: العطر || المصدر: lmsa-des © لمسه لخدمات التصميم

كلمات البحث

إستايلات ، ديزاينات ، دورات ، تعليمات ، طلبات ، تصاميم ، دعم فني ،استفسارات،رسيرفرات ،هاكات،


العطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-2021, 12:17 AM   #2

تجاهل أولئك الذين يرددون “مستحيل”.
 
الصورة الرمزية LMSA

العضوٌﯦﮬﮧ » 2
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 387
 نُقآطِيْ » LMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud ofLMSA has much to be proud of
افتراضي


أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمت بحفظ الرحمن .
LMSA متواجد حالياً  
 توقيع : LMSA
 


【•سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ،•،سُبْحَانَ اللَّه الْعَظِيم•】


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الغايات, رضا, غاية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 12:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant