العودة   لمسه ديزاين | لخدمات التصميم > الْرُكْن الإِسْلاَمي > الخيمَة الّرَمضَانية ~•

الخيمَة الّرَمضَانية ~• شهر رمضان المبارك .. صيامه وتعاليمه وفضله وخير الأعمال إلى الله فيه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2021, 11:57 PM   #1

عملائي
 
الصورة الرمزية عطر الورود

العضوٌﯦﮬﮧ » 9
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 40
 نُقآطِيْ » عطر الورود is on a distinguished road
3 Zf75 رمضان ومبدأ الاستعداد

في ميدان الحياة نواجه كثيرًا من المشروعات الهامَّة، والقضايا الجليلة التي تَسْترعي اهتمامَنا، وتأخذ منَّا الكثير من الوقت للإعداد لها، علاوةً على القيام بها، ومن المعلوم أنَّنا عندما نقوم بمشروع تِجاري مثلاً، نقوم بعمل ما يسمى: "دراسة جَدْوى"، نضع في هذه الدِّراسة الخطة التفصيليَّة لما نحتاج إليه من موارد، ورأس مال، ومواد خام، وجهدٍ بشري، كما نَعْمد إلى وضع خُطَّة زمنية للعمل الذي سنقوم به، وأولويَّات المشروع، وآليَّة التنفيذ، وأمور أخرى يَعْلمها أصحابُ الخِبْرة في ذلك.



ولعلَّه من أبْجديَّات النجاح، ومما يُعدُّ من المعلوم منه بالضرورة أنه: على قَدْر نجاح الخطَّة والإعداد الجيِّد لها يكون نجاح العمل، ومن ثَمَّ الثمرة التي نَجْنيها، سواء كانت ربحًا ماديًّا، أو غير ذلك، ويمكنك أن تقيس على هذا جوانبَ الحياة المختلفة، فإن كنت تريد نجاحًا في امتحان ما فلا بدَّ أن تعدَّ له جيدًا، وكذلك نقول في السَّفَر الناجح، والإجازة الناجحة، والمعركة التي ننتصر فيها، وما إلى ذلك...



لكن الاستعداد على الحقيقة لا يكون بدون إرادةٍ، فمَن أراد السفر أعدَّ العُدَّة له، وكذلك مَن أراد التفوُّق الدِّراسي أعدَّ العدة له، وعلى قدر الإرادة يكون الاستِعداد، فالإرادة إذًا هي المُحرِّك للقيام بأيِّ عمل، ولذلك نجد أنَّ كتاب الله تعالى أبرز هذه النُّقطة بشَكْل جليٍّ، وهو يتحدَّث عن المنافقين الذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وفَضح نواياهم، حيث قال: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46]، فالمشكلة إذًا مع هؤلاء المنافقين هي مشكلةٌ داخليَّة، وليست خارجيَّة، فلم يكن يَنْقصهم شيءٌ سوى الإرادة، لكنَّهم حرموا الخروج مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو بحقٍّ أَعظمُ حرمانٍ أن يفارقوه، وأن يبتعدوا عنه وهو منبع الرحمة، لكن كان ذلك هو الشَّر لهم، والخير المَحْض للمسلمين؛ لأنَّهم إنْ خرجوا مع المسلمين، لَمَا قال المولى في الآية التي تليها: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47].



في الجانب الآخَر المشرق نَجِد قومًا منَ المسلمين، يتحرَّقون شوقًا إلى الخُرُوج مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكن تنقصهم مؤنة الخروج، جاؤوا إلى الحبيب النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقولون له: احْمِلنا، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((والله لا أجِدُ ما أحمِلُكم عليه))، فتولَّوا وهم يبكون، وعزَّ عليهم أن يَقْعدوا عن الجهاد في سبيل الله، ولَمَّا علِمَ الله منهم صِدْقَ إرادتهم، وحقيقةَ عزمهم، كان الأجرُ والثواب مُساويًا لأجر مَن غَزا وتحمَّل ما تحمل، فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حقِّهم: ((لقد خلَّفْتُم في المدينة أقوامًا، ما أنفقتم من نفقةٍ، ولا قطعتم واديًا، ولا نِلْتم من عدوٍّ نيلاً إلاَّ وقد شركوكم في الأجر))، وفي "الصحيحين" من حديث أنسٍ أنَّهم - أي: الصحابة - قالوا: وهم بالمدينة؟! قال: ((نعَم، حبَسَهم العُذْر))، لا أجد تعبيرًا أبلغ من أن أقول: صدَقوا الله فصدَقَهم الله.



ونحن في هذه الأيام مُقْبِلون على طاعةٍ عظيمةٍ، وحدَثٍ إسلامي جلَل، يجدر بنا أن نستعدَّ لهذا الحدث استعدادًا جيِّدًا، لكنْ كما ذكرت: على قدر الإرادة تكون العدَّة، ولو أرادوا رمضان لأعَدُّوا له عدَّة!



فهل تريدون رمضان حقًّا؟!

إن كان حقًّا، فأين الاستعداد؟ وهنا أودُّ أن أذكر عددًا من صور الاستِعداد.



ففي مقام الاستعداد لهذا الشهر يأخذ الناس صورًا مختلفة؛ فمنهم من يستعدُّ بحشد كمِّية هائلة من الأطعمة المختلفة مما لذَّ وطاب، وكأنه يستعدُّ لسنين يوسف - عليه السَّلام - ومنهم من يستعدُّ له "كأهل الفنِّ" بكثيرٍ من المسلسلات والحلقات والأفلام، وما إلى ذلك، مع العلم أنَّهم يَعْملون بإخلاصٍ شديدٍ في هذا الجانب! واستعدادهم هذا يكون بالأشهر كثيرة العدد، وهناك إحصائيَّات مُخِيفة في هذا الجانب، كل ذلك رجاء أن يَخْرجوا علينا بما يعدُّونه "نجاحًا"! ويا لقوَّة أهل الباطل! ويا لضعف أهل الحق!



ومن الناس مَن يستعدُّ لرمضان بالتوبة النَّصوح، والدُّعاء المتواصل بأن يبلِّغهم رمضانَ، كما ورد ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم - حيث كانوا ستَّة أشهر يسألون الله أن يبلِّغهم رمضان، وستَّة أشهر أخرى يسألونه - جلَّ وعلا - أن يتقبَّل منهم رمضان، فحالُهم طوال العام: يا ربِّ "رمضان"، يا رب "رمضان" بلِّغْنا، وتقبَّلْ منا.



فهُم في كنَفِ رمضان وفي نسائمه ورحماته طوال العام، وفي كل عام.



ورمضان على الحقيقة بهذا المعنى يُعدُّ موسِمَ "شحنٍ إيماني" لعامٍ كامل، ومن قصَّر في شحن بطارية الإيمان في هذا الموسم، سرعان ما تنتهي به بطاريَّة الإيمان، فيقلُّ بذلك زاده الإيماني، ويعطش القلب ويجوع، ويئنُّ لقلة التَّغذية الإيمانية، ما لم يتدارَكْه بمواسم الخيرات، وكثرة الطاعات.



إذًا لأهمية رمضان؛ وجب علينا أن نخطِّط له جيدًا، وأن نستعد له مبكرًا، ولعلِّي - إن شاء الله تعالى - أُلْقي الضوء في مقالاتٍ قادمة على كيفيَّة الاستعداد لهذا الموسم العظيم.



وعلى أمل اللِّقاء بكم؛ أترككم في حِفْظ الله ورعايته.



كلمات البحث

إستايلات ، ديزاينات ، دورات ، تعليمات ، طلبات ، تصاميم ، دعم فني ،استفسارات،رسيرفرات ،هاكات،


عطر الورود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ومبدأ, الاستعداد, رمضان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant