عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2021, 12:45 AM   #1

عملائي
 
الصورة الرمزية العطر

العضوٌﯦﮬﮧ » 8
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 104
 نُقآطِيْ » العطر is on a distinguished road
افتراضي صيام البطن عن أكل الحرام

وصيام البطن عن طريق اجتناب الحرام، وهذا لم يفهمه البعض، فتراه في رمضان يصوم عن الحلال من الطعام وشراب، ولكنه منغمس في الحرام؛ فتراه يتعامل بالربا، أو يأكل أموال اليتامى ظلماً، أو يأخذ الرشوة، أو يحتال على الناس بالسرقة... وغير ذلك من ألوان أكل الحرام.



وصدق الحبيب النبي - صلى الله علهي وسلم - حيث قال: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرءُ ما أخذ منه، أمن الحلال أم من الحرام؟"[1].



فصوم البطن لا يكون إلا بالتَّنِزُّه عن ذلك كله.



فتصوم البطن عن أكل أموال اليتامى، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ [النساء:10] وكذلك تصوم البطن عن أكل الربا، وهذه علامة على صحة الإيمان، قال الواحد الديان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 278]



وفى الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن حنظلة -رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله - صلى الله علهي وسلم -: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد من ستة وثلاثين زنية".



وكان يوسف بن أسباط - رحمه الله - يقول: "إن الشاب إذا تعبَّد قال الشيطان لأعوانه: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعم سوء قال: دعوه يتعب ويجتهد فقد كفاكم نفسه، إن اجتهاده مع أكل الحرام لا ينفعه".



وقال وهب بن الورد - رحمه الله -: "لو قمت قيام السارية ما نفعك؛ حتى تنظر ما يدخل بطنك أحلال أم حرام؟".



وقال ميمون بن مهران - رحمه الله -: لا يكون الرجل تقِيَّاً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك الشحيح لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه".



هل تعلم أخي الحبيب أن أكل الحرام سبب لعدم إجابة الدعاء؟!



فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - أن النبي - صلى الله علهي وسلم - قال: "أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [ المؤمنون: 51]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [ البقرة: 172].



ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب... يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك؟".



وكما أن أكل الحرام سبب لعدم إجابة الدعوة فهو كذلك سبب لدخول النار..



فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن جابر - رضى الله عنه - أن النبي - صلى الله علهي وسلم - قال: "كلُّ جسد نبت من سحت فالنار أولى به"



فعلينا أن نفطم النفس ونُصَوِّم البطن عن أكل الحرام، ونعمل بوصية رب العالمين؛ حيث قال في كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].


[1] (أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه).



كلمات البحث

إستايلات ، ديزاينات ، دورات ، تعليمات ، طلبات ، تصاميم ، دعم فني ،استفسارات،رسيرفرات ،هاكات،


العطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس