المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء السلف الصالح


عطر الورود
06-04-2021, 11:31 PM
نقلت فيه صورةً لإحدى نساء السلف الصالح وهي ابنة الصديق أسماء رضي الله عنها وعن أبيها وما كانت فيه من عنت ومشقة وتعب بإعانة زوجها الزبير رضي الله عنه في أرضه، وسياسة فرسه، ورعاية بيته، وهي مع هذا كانت راضية غير ساخطة رغم شدة زوجها وغلظته، وذلك لأعقد مقارنة بين نساء أمسِ ونساء اليوم ليستحضرن بمثول الصورة أمام أعينهن مدى عظمة من سبقهن في التفاني والعطاء وروعة المثل في طاعة الزوج والتفاني في إعانته، وكان غرضنا رأب صدع الشقاق والنزاع في كثير من بيوت المسلمين في هذا الزمن العجيب.

وكان لزاما على من جرَّد قلمه لسطر كلمة الحق أن يلقي بنوره على جانبَي الأمر، لا على واحد منه؛ حتى لا تضاء ناحيةٌ منه وتُظلم أخرى، ليكون فعله كفعل الشمس بأصحاب الكهف إذا طلعت تقلبهم ذات اليمين، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال خشية العطب عليهم والفساد.
ونحن إذ نوهنا بما يجب على الزوجة تجاه بيتها وزوجها بإيضاح عظم حقه عليها التي نصت عليه الشريعة العادلة، نولي شطر قلمنا للجانب الآخر، لنرى الأمر في منظوره الواسع فتكتمل الصورة للعيان واضحة بينة لا يشوبها نقصان ولا يعتورها بهتان.

فقلت: إن من الإنصاف والعدل إن كنا سننا الأقلام للنيل من تلك التي تكون سببا في هدم البيت بخلق سيئ وسلوك شائن غير مرضي = أن نسنه كذلك للانتصار لتلك التي وهبت نفسها لرعاية نواة المجتمع بماء عطائها لتصير نخلة باسقة مثمرة في أمتنا الإسلامية.

وقبل أن أتكلم عنها زوجة أنظر إليها فتاةً بالغة راشدة ثم أمًّا منجبة، لقد كتب الله على بنات آدم شيئا لو خُيرن فيه لرفضنه كلية دون تردد، ألا وهو الحيض وما يستتبعه من آلام وتغيرات هرمونية تجعل إحداهن متعكرة المزاج قلقة مضطربة تتناوبها العصبية والتصرفات غير المفسرة، ورغم ذلك فهي راضية بقسمتها في تلك الحياة غير ساخطة أو متبرمة، قد أذعنت لقضاء ربها معجبة في كينونتها أنثى، وما هذا إلا لأن الله خلق كل إنسان لما يُسر له حتى وإن عانى بسبب ما جُبل عليه، فهي تحلم أن تكون زوجة ومن بعد ذلك أُمًّا مع ما في تحقيق ذلك من أعباء وتبعات لا يستطيع أحد القيام بها سواها.

فهي تحمل ذا بطنها كرها وتضعه كرها، ولا ينتهي الأمر عند هذا، بل تظل ترعى صغيرها وتتعاهده بالرعاية من رضاع وخلافه في حنان عجيب وعمل لا يعرف الكلال، تتحمل منه ما تعافه النفس، وتلازمه في أدق شؤونه مع شدة حاجته إليها، فتراه يقطع عليها لذة أكلها وشربها ونومها، وتستقطع له من عافيتها وهنائها ما لا يقل عن ثلاث سنوات متتابعات ويخف الأمر شيئا فشيئا حتى يتكئ على نفسه ويعتمد.

ليست هذه الأسطر القلائل مصورة حجم المعاناة إذ هذا يحتاج لبسط لا يتحمله جري الأقلام على الصحائف، ولكن هي نبذة ليثوب العقل لصوابه ولينظر الرجل نظرة الحق وليستحضر صورة أمه من قبلُ حتى يقدر عبء زوجه، ولا يقل: إن هذا واجبها المنوط بها، وأنه مما ينبغي فعله. ولهذا أقول كلامك يحمل الباطل في صورة الحق، وذلك أنه إن كان لزاما عليها تأدية هذه الحقوق، فوجب عليك تقديرها، أليس خلق الله الخلق وفرض عليهم عبادته وطاعته وهو حق له عليهم واجب؟! لكنه سبحانه مع ذلك يثيب عليه نعيما مقيما غير مجذوذ جنات تجري من تحتها الأنهار.



ليس معنى أن يقوم الإنسان بعملٍ ما مفروض عليه أن يكون بذلك فعل واجبه فلا يحمد عليه!! هذا فساد في التفكير، ينشأ به خلل في منظومة العطاء التي هي مفخرة الإنسانية والتي لولاها لكان البشر أحط الخلق منزلة.

إن المرأة الصالحة المعطاءة لا تطمع في الكثير، هي امرأة تحب أن ترى الجائزة في كلمة طيبة، ونظرة رضا لتلقي بها عن كاهلها معاناة يومها وكفاحها.
تذكر دائما طعامك الذي أكلته وتلذذت به في دقائق معدودات أنها هي من لاقت حره ووصبه ساعات من تجهيزه ثم تسويته ثم وضعه بين يديك لتأكله طامحة أن تسمع منك على ما صنعت كلمة: اللـــــــــه..!!
لذلك عندما ننظر إلى ذلك الرجل الذي جاء إلى النبي عليه السلام ليسأله عن أحق الناس بصحبته، فقال له: «أمك» ثم استزاده: ثم من؟ فقالها له ثلاثا، ثم قال أبوك في الرابعة. وهذا قول من لا يجامل ولا يحابي في الحق، قول من لا ينطق عن الهوى، وذلك لأجل ما أسلفنا وهو بعض ما تقوم به المرأة، لا كله.
الزوجة الصالحة كنز عظيم، ولذلك قال النبي عليه السلام: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. وما المرأة الصالحة إلا الزوجة والأم والابنة.
تحملوها وارفقوا بها واعلموا أنها ألطف خلق إنسانا، لا أضعفه، فما تقوم به لا يجعلها في رتبة الضعفاء، إلا إن أردنا بالضعف رقة النفس والشعور

القيصر العاشق
07-04-2021, 11:33 AM
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ويارب لايحرمكم من عظيم الاجر
وجليل الثواب وبارك الله فيكم وجعله
في موازين حسناتكم امين الف شكر

:15857714561:
القيصر العاشق
البــــــــــــ مديح ال قطب ــــــــــــــــرنس

LMSA
15-04-2021, 02:06 PM
جزاكّ الله خير علىّ مـا قدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جزيل الحسناتّ