المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مظلّة اليقين


العطر
18-04-2021, 12:18 AM
من البدهيّ أن تخسر مرارًا إذا لم تكُن في صفّ الله،
فإن أنت لم تحفظه فقد ضحيت بحفظه لك من أجل لاشيء.
وتنازلت عن نعيم الآخرة من أجل حُطام الدّنيا، وتخلّيتَ عن الله من أجل الناس والمال والشهوات التي تُقيّدك وتُوثق حبالها كي لا تنفلتَ من قبضتها،
من المتوقع أن تتخبطَ كثيرًا إذا استعضتَ عن القرآن والسنة والصحبة الصالحة بالألحانِ والأنفس الشيطانيّة التي تبثّ سمومها في مناخكَ وتُخدّرك حتى تظنّ أن الأجواءَ التي تعيشها هي أجواء الحياة الطّيبة التي لطالما استماتَ الكثيرون في سبيلِ تذوّقها.

ولكنّ أنّى يتأتى لك ذلكَ العيشُ الهانِئ الذي يتجاوز المُكدّرات والمُنغّصات تحت وطأةِ البُعد عن الله؟
كل تلك المشاهد التي تعتقد أنها سر رونق الحياة وجمالها،
ما هي إلا صورٌ مُضلّلة تسرقك من ذاتك..تسلبك أهدافك الكُبرى التي قد رُسمت لك،
إنّها في الواقع تغتالك لتصبح مجرّد جسدٍ مُتحرّك لا ينبضُ فيه عرقٌ واحد،
فقد نسيَ الله وانشغلَ بالمادّة التي إن أقامت صُلبه ما أقامت روحه،
حتى أنساهُ الله نفسه فهلكتْ وهي على قيدِ الحياة!
تأمّل الحياة من حولِك، ما الذي يُكسبها قيمتها الحقيقة؟
وما الذي يجعلها في أعيننا البائسة لوحة مُبهجة نُضيف إليها لونًا من الفرح كل يوم بفُرشاةٍ يُحرّكها الأمل؟ ما الذي يُضفي على منازلنا الباردة كساءً دافئًا من الودّ والصفاء،
يجعلنا أحياء بصرف النّظر عن المناوشات القاسية المتكررة؟
لا شيء يفعل كلّ ذلك كالإيمان بالله وحُسن الظنّ به. كل القوى تخور،
وكل الجبهات تسقُط، وأيادي المعروف تنكمش، والأرواح النبيلة تُعلِن عن رحيلها،
وتظلّ قوة اليقين بالله صامدة في النّفس تدفع الخسائر الفادحة،
تُبدد أوجاع الأزمات الماديّة، تُهوّن الهجمات النفسيّة الخانقة.
إنّ اليقين القويّ بالله، أشبه بالمظلّة في المواسم الماطرة،
من دونها سيُبللك المطر، ستتوه وسيُنهكك السير في الطرقات،
ولربما يُصيبك المرض، ولن تستمتع بالمناظر الزاهيّة التي تحيط بك،
وستخشى إكمال المشوار حيث وجهتك المنشودة، لأنّه ثمّة شيءٌ مفقود لا تستطيع الاحتماءَ به!
دروبنا الدنيويّة تعتريها الأعاصير وتتخللها أجواء المخاوف العاصفة،
ولن تستقرّ على حال..
فعليك أنت محاولة التكيّف معها،
واستمداد قوّتك من الله عز وجل لتناضل وتمضي قدمًا،
ولا تتخلَّ عن إيمانك بأنّ الحياة الطيبة
لن يتذوّق حلاوتها ويشتمّ زكاها إلا من تقرّب إلى الله،
فلا قيمة أو معنى لشيء بحقّ بعيدًا عن الله

LMSA
25-11-2021, 12:20 AM
أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمت بحفظ الرحمن https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif.